الرواية الإيرانية "عشق هادئ" [يك عاشقانه آرام] للروائي الإيراني المعاصر 

نادر إبراهيمي ترى النور بحلة عربية

رواية "عشق هادئ"
نادر إبراهيمي
ترجمة أحمد موسى
الناشر: دار نثر بمسقط
تدور أحداث رواية "عشق هادئ" لنادر إبراهيمي حول حياة مدرّس أدب من محافظة جيلان بالشمال الإيراني وزوجته. تغرقنا أحداثها بهدوء ودعة في تفاصيل حياة الزوجين الرومانسية الدافئة.
انتظمت الرواية في ثلاثة فصول ورويت أحداثها من زاويتين؛ المتكلم المفرد والراوي العالم بكل شيء. وفي كل فصل تواجه الشخصية الأصلية تحديات جديدة.
يُطلق سراح الجيلاني، الذي اعتقل من طرف السافاك (جهاز مخابرات النظام الملكي قبل الثورة الإسلامية) على خلفية فعالياته السياسية، بعدما قضى شهرين في السجن تحت التعذيب، ولم يعد مسموحاً له بممارسة نشاطه التعليمي، يبحث الآن عن طرق أخرى لتمرير عيشه وإعالة أسرته، وفي هذه الرحلة يرجع بالذاكرة إلى الماضي ليحكي عن خواطره وكيف تعرف على زوجته "عسل"، الفتاة الآذرية التي تنحدر من بادية "سَبَلان" في محافظة أذربيجان الإيرانية.
تتواصل حياة الجيلاني وعسل ويستمر حبهما بهدوء، ويحرصان كل الحرص على ألا تتعرض علاقتهما لأي خدش أو ردّة بفعل تأثير المشاكل والصعوبات التي تسبب لهما فيها السافاك؛ من قبيل سجن الزوج المتكرر ونفيه وتعذيبه وإسقاط أول جنين لهما، والضوائق المالية والحرمان من الوظيفة الحكومية حتى وصل الحال بالجيلاني لبيع الكتب في الشارع العام، وغيرها...
ومع سقوط النظام الملكي وانتصار الثورة الإسلامية تستمر حياة الزوجين وتنتفي المشاكل القديمة لكن تطفو مشاكل جديدة متصلة بالحياة اليومية الروتينية لتمثل تهديداً لحياتهما الرومانسية أكثر من ذي قبل؛ لذلك يسعى كل من الجيلاني وعسل، عبر إجراء بعض التغييرات الجزئية، كي يحافظا على عشقهما من أن يتحول إلى عادة ويختفي في أتون الروتين اليومي للحياة. ويظل هذا الجدال من أجل الحفاظ على طراوة هذا العشق حتى آخر الرواية.
تنتهي الرواية وقد وصل الزوجان إلى سن الشيخوخة وأحاط بهما الحفيد والصهر والكنّة والعائلة السعيدة، ولم يزالا يحرصان على هذه العلاقة الحميمية بينهما.
لقد نجح الكاتب في تصوير الرؤى والثقافات المختلفة لجيل معين في فضاء رومانسي وسياسي، وذلك في إطار الحوادث التي تعيشها شخصيات الرواية. ويبقى نادر إبراهيمي وفياً للنهج ذاته الذي سار عليه في أعماله الأخرى سواء منها السينمائية أو التلفزيونية أو في الشعر والكتابة، بتلفيقه بين رؤية فلسفية وأخرى أدبية وإفادته من التجارب المختلفة في مجالات عدة من أجل تصوير علاقة متفاوتة بين زوجين، وكان يروم التدليل على أن أكبر عدو للعشق هو العادة والسآمة، ولأجل الحفاظ على علاقة رومانسية حية لا مناص من محاربة هذين العاملين.