رواية جن إيراني ترجمة لرواية (ملكوت) للروائي الإيراني الرائد بهرام صادقي 
ترجمها إلى اللغة العربية أحمد موسى


بفضل من الله ومنّه صدرت ترجمتي لرواية (ملكوت) للقاص والروائي الإيراني الكبير بهرام صادقي (1936-1984م) عن منشورات الربيع العربي بالقاهرة. الترجمة تحمل عنوان (جنٌّ إيراني).

وهذه الرواية شكّلت، بعد رواية البومة العمياء لصادق هدايت، نقطة تحول بارزة في مسار الأدب القصصي الإيراني، يمكن اعتبار رواية "جنّ إيراني" لبهرام صادقي الخطوة الثانية على سلم القصة الحديثة في إيران. الرواية تدور في فضاء سريالي بالكامل وموهم، وشخصياتها قبل أن تكون حقيقية فهي رموز وإشارات. تحاشى بهرام صادقي في هذا العمل كثرة الحشو وإطالة الكلام والتوضيحات البصرية، وعرّف الشخصيات من خلال الحوار الذي أدراه بين "السكرتير الشاب" و"الدكتور حاتم".
خلاصة الرواية :
يواجه أربعة أصدقاء كانوا يتسامرون معاً في بستان أحدهم، حادثة حلول الجن بصديقهم "السيد مودت"، صاحب البستان فيهرع به الثلاثة ليوصلونه إلى الطبيب الوحيد في المدينة "الدكتور حاتم"، الطبيب الذي لا يعرفه أحد من الأصدقاء الأربعة غير "الشخص المجهول". وأثناء العلاج يتبادل الطبيب الحديث مع واحد من الأصدقاء، وهو "السكرتير الشاب"، فيحدثه الدكتور حاتم عن حياته المريرة وعن مريض له يدعى "م.ل" قَصَد عيادته مع خادمه "شكو" من أجل أن يقطع آخر عضو تبقّى له في جسمه، لأن الرجل كان قد بتر في السابق كل أعضاء جسده. أثناء إقامته ببيت الدكتور حاتم لثلاثة عشر يوماً، يدوّن "م.ل" ذكرياته الماضية وأفكاره وإحساساته الحالية، وطيلة هذه المدة يقوم على خدمته والعناية به "شكو" والممرضة "ساقي" . "ساقي" زوجة الدكتور حاتم التواقة للحياة، يبدو أنها ستكون على علاقة بـ"شكو" وسوف تقتل على يد الدكتور حاتم.
لن تكون "ساقي" الضحية الوحيدة للدكتور حاتم، لأنه كان قد حقن جميع ساكنة المدينة والمدن المجاورة التي عاش فيها بحقنة الموت. لن يقتل الآخرين فقط بل سيقتل نفسه أيضاً، وكأن وجوده يكتسي معناه في الموت فقط، الموت الذي لا يريده ويحاربه، لكنه يقضي على نفسه من الباطن.
ترجمة رواية "سيمفونية الموتى" لعباس معروفي إلى اللغة العربية

صدرت عن دار المتوسط للنشر ترجمتي سيمفونية الموتى، وهي ترجمة لرواية "سمفونی مردگان". 
تعتبر الرواية إحدى أبرز الروايات في الأدب الإيراني الحديث بشهادة القراء والنقاد. الرواية التي ألفها الروائي الإيراني المعاصر عباس معروفي (مواليد 1957م)، وهو روائي ينتمي إلى الجيل الجديد من الروائيين، والرواية شهدت إقبالاً كبيراً من القراء والنقاد على حد سواء. وهي ذات بنية متينة وموجزة وخالية من الحشو والإطالة، تتميز بأسلوب سلس وواضح. وظف الكاتب، عن وعي وبدقة ورقة، تقنيات خاصة في الرواية بشكل عام، وفي أقسامها المختلفة أيضاً.


يبتدئ عباس معروفي سيمفونية الموتى بمقدمة مختصرة عن قصة قتل قابيل لهابيل من خلال افتتاحه بالآية رقم 26 من سورة المائدة. ولعل للكاتب دوافع جعلته يقحم هذه المقدمة القرآنية، من ذلك ربما مقاربة "الذنب الأول" و"قتل الأخ لأخيه" بسبب الطمع أو الحسد أو الملك أو العشق.
"سيمفونية الموتى" ليست فقط قصة "قتل الأخ" البسيطة. بل إنها سيمفونية حياة الناس باختلاف اضطراباتهم الروحية والشخصية، الذين ارتبط مصيرهم بمصير المجتمع. المجتمع الذي تماثل حياته النار تحت الرماد، مجتمع يعلم الجميع أنه حي، لكن لا وجود لأمارة تدل على بقائه على قيد الحياة.