لأول مرة في الوطن العربي إصدار الترجمة العربية لرواية سووشون للروائية الإيرانية الكبيرة سيمين دانشور تحت عنوان سُووَشُــون المأساة الإيرانية، ترجمها من اللغة الفارسية مباشرة الدكتور أحمد موسى وصدرت حديثًا عن منشورات الربيع بالقاهرة (2022)
"سووشون"
رائعة الروائية الإيرانية الرائدة سيمين دانشور (1921-2012م) وأول رواية نسائية في
إيران. تدور أحداث سووشون في مدينة شيراز، مسقط رأس الكاتبة، خلال السنوات الأخيرة
للحرب العالمية الثانية راسمة الفضاء الاجتماعي السائد في الفترة الممتدة بين
1941-1956. وصفت الكاتبة في هذه الرواية الحياة الإقطاعية إبان احتلال إيران من
قبل الإنجليز. إحدى ميزات سووشون بناؤها البسيط وبيانها السلس وخلفيتها الثقافية
والفلكلورية.
صدرت الرواية
لأول مرة في العام 1969م ووصلت إلى الطبعة الثامنة والعشرين في العام 2021م. تعتبر
هذه الرواية إحدى أكثر الروايات قراءة في إيران، كما ترجمت إلى لغات عدة.
خلفية
الرواية:
اتخذت إيران
خلال مجريات الحرب العالمية الثانية موقف الحياد. لكن بسبب حضور الخبراء الألمان
في إيران، نقضت قوات الحلفاء حياد إيران فدخلت هذه القوات إلى إيران من الشمال
والجنوب واحتّلتها في سنة 1942. أُجبر الشاه رضا البهلوي على التنحي لصالح نجله
محمد رضا. كانت السلطة السياسية في زمن الشاه رضا بيده، لكن بسقوطه توزعت بين خمسة
مراكز قوة : البلاط، والمجلس، والحكومة، والسفارات الأجنبية، والشعب، مما أدى إلى
انتشار الفوضى التي استمرت ثلاث عشرة سنة، أي حتى انقلاب 1953م. عاشت إيران في هذه
المرحلة أزمات اجتماعية وسياسية متوالية، واستفحلت الطبقية في المدن الإيرانية،
وبات المجتمع يتشكل من طبقتين اجتماعيتين؛ إحداهما فاحشة الثراء وبيدها السلطة،
وأخرى فقيرة وفاقدة لأي سلطة. كما أن معظم مناطق إيران كانت تعيش تحت رحمة
الصراعات بين القبائل والعشائر المتجاورة. استغل قادة العشائر الحالة المتدهورة
لاستعادة السلطة والنفوذ واسترجاع الأملاك المصادرَة، واستعانوا في ذلك بقوة
السلاح الذي كانوا قد حصلوا عليه من قبل إما عن طريق الغارة على المراكز الأمنية
أو التهريب. فبادروا بالهجوم على الحكومة المركزية وحصلت بين الطرفين حروب دامية.
وكانت الحكومة تلجأ تارة إلى إثارة النعرات بين العشائر المختلفة من أجل خلق
التوازن وتضعيف هذه الثورات وتثبيت هدوء مؤقت. كما شهدت مناطق مختلفة في إيران
صراعات مذهبية وطائفية، وظهرت حركات انفصالية في مناطق عدة خاصة في كردستان
وخوزستان وآذربيجان هدفها تشكيل جمهوريات صغيرة.
خلال السنوات
الأولى بعد استعمار إيران وبسبب شراء المواد الغذائية والتموينية من طرف جيوش
الحلفاء ظهر القحط والتضخم وشاعت الأمراض المعدية، وفقد العديد من الناس حياتهم
على إثر ذلك. كانت شيراز من جملة المدن التي خضعت لاستعمار القوات الإنجليزية.
وعانت من قلة الغلال والمواد الغذائية وكان الإنجليز يصادرون المحاصيل الزراعية
تحت إكراه القوة.
كانت الكاتبة
سيمين دانشور طالبة بجامعة طهران إبان الحرب العالمية الثانية، وتعرفت عن طريق
شغلها على المراسلين الحربيين الذين جاؤوا إلى إيران وتابعت أخبار الحرب. في العام
1942م سافرت إلى شيراز مسقط رأسها في الوقت الذي كانت تحت الاحتلال العسكري
الإنجليزي، وكانت المدينة مملوءة بالجنود الهنود والأيرلنديين والاسكتلنديين. وفي
ذات السنة خطر على بال سيمين دانشور تصميم سووشون الأولي. وفي العام 1950م تزوجت
بالمفكر والكاتب الإيراني المعروف جلال آل أحمد.